top of page
صورة الكاتبAndalus Islamic Center

لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر!



ما سر شهرة هذه العبارة و من قائلها؟

فى عهد الخلفاء الراشدين رضى الله عنهم كان صحابة رسول الله ﷺ والتابعون يتسابقون لفعل الخير ومساعدة المحتاج ونصرة المظلوم, وكان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب من أشد المتنافسين على هذه الأعمال العظيمة التي يلقى صاحبها الخير الكبير والثواب العظيم في الدنيا والآخرة .

هذه القصة الحقيقية المذكورة في كتاب تاريخ دمشق للعالم والمؤرخ الجليل بن عساكر هي أحد الأمثلة من تاريخ الإسلام التي تبين بوضوح أن مساعدة المحتاجين من الأعمال الفاضلة التي يحث عليها ديننا و تعتبر من صميم الإسلام, وكذلك تُظهر هذه القصة الجميلة طريقة أسلافنا الصالحين و كيف كانوا يخفون أعمالهم الصالحة و يقومون بالأعمال الشاقة و الاستثنائية لوجه الله سبحانه و تعالى وحده.

وقعت أحداث هذه القصة في عهد خلافة أبي بكر الصديق وعندها كان عمر بن الخطاب يراقب ما يفعله أبو بكر الصديق ويأتى بضعف ما يفعل حتى ينال الخير ويسبقه إلى أعلى مراتب الجنة.

تقول القصة كما نقلها لنا التراث الإسلامي أن في أحد الأيام كان عمر يراقب أبا بكر الصديق في وقت الفجر وشد انتباهه أن أبا بكر يخرج إلى أطراف المدينة بعد صلاة الفجر ويمر بكوخ صغير ويدخل به لساعات ثم ينصرف لبيته، وهو لا يعلم ما بداخل البيت ولا يدري ما يفعله أبو بكر الصديق داخل هذا البيت. و كان عمر يعرف كل ما يفعله أبو بكر الصديق من خير إلا ما كان من أمر هذا البيت الذي لا يعلم عمر سره!

مرت الأيام وما زال خليفة المؤمنين أبو بكر الصديق يزور هذا البيت ومازال عمر لا يعرف ماذا يفعل الصديق داخله، إلى أن يوما ما قرر عمر بن الخطاب دخول البيت بعد خروج أبي بكر منه ليشاهد بعينه ما بداخله، وليعرف ماذا يفعل فيه الصديق رضي الله عنه بعد صلاة الفجر.


حينما دخل عمر في هذا الكوخ الصغير وجد سيدة عجوزاً لا تقوى على الحراك، كما إنها عمياء العينين، ولم يجد شيئاً آخر في هذا البيت، فاستغرب ابن الخطاب مما شاهد وأراد أن يعرف ما سر علاقة الصديق بهذه العجوز العمياء.

سأل عمر العجوز: ماذا يفعل هذا الرجل عندكم؟ (يقصد أبا بكر الصديق) فأجابت العجوز وقالت:

والله لا أعلم يا بني، فهذا الرجل يأتي كل صباح ينظف لي البيت ويكنسه، ومن ثم يعد لي الطعام وينصرف دون أن يكلمني!

ولما مات أبو بكر قام عُمر باستكمال رعاية العجوز الضريرة فقالت له : أمات صاحبك؟
قال : وما أدراكِ؟
قالت : جئتني بالتمر ولم تنزع منه النوى.

جثم عمر بن الخطاب على ركبتيه وفاضت عيناه بالدموع وقال عبارته الشهيرة:

”لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر” .

رضي الله عن أبي بكر و عمر و سائر الصحابة و التابعين و من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


المصادر:

تاريخ دمشق لابن عساكر 30/ 322.



١١ مشاهدة٠ تعليق

Comments


bottom of page